يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis) أحد أكثر الأمراض الالتهابية و المزمنة انتشارا، و يؤثر بشكل رئيسي على المفاصل مسببًا تورمًا، ألمًا وصعوبة في الحركة. هذا المرض يتسم بكونه مناعيًّا ذاتيًا، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة، مما يؤدي إلى تدمير المفاصل وأحيانًا الأنسجة المحيطة بها.
ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟
التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض التهابي مزمن يؤثر على المفاصل الصغيرة والكبيرة على السواء. يختلف هذا المرض عن الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، مثل هشاشة العظام، حيث يتميز بتلف الغشاء الزليلي الذي يغلف المفاصل. يؤدي هذا التلف إلى تآكل العظام، مما يسبب آلامًا مزمنة ومضاعفات أخرى تؤثر على حياة المريض اليومية.
أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي
لا يزال السبب وراء الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف بدقة، لكن الدراسات تشير إلى تدخل عوامل متعددة، منها:
1. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة.
2. الجهاز المناعي: يقوم جهاز المناعة بمهاجمة المفاصل بدلًا من حماية الجسم من العدوى.
3. العوامل البيئية: التدخين والتعرض للمواد الكيميائية قد يزيدان من خطر الإصابة.
4. الهرمونات: قد يكون للهرمونات دور في تطور المرض، النساء خاصة هن الأكثر عرضة.
أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي
تشمل الأعراض الرئيسية:
- الألم والتورم: الشعور بألم مستمر في المفاصل المصابة.
- تيبس المفاصل: خاصة في الصباح أو بعد فترات طويلة من عدم الحركة.
- الإرهاق: التعب العام والإحساس بضعف الجسم.
- احمرار المفاصل: نتيجة الالتهاب المزمن.
- تشوه المفاصل: إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب، قد يؤدي المرض إلى تشوه المفاصل وتآكل العظام.
مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي
في حالة عدم تلقي العلاج، يمكن أن يسبب المرض مضاعفات خطيرة مثل:
- تآكل العظام وفقدان الحركة الطبيعية للمفاصل.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مشاكل في الرئتين، مثل التليف الرئوي.
- تأثيرات نفسية مثل الاكتئاب نتيجة الألم المزمن.
تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي
يتطلب التشخيص مراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات التالية:
- التحاليل المخبرية: لفحص مستويات الأجسام المضادة والبروتين التفاعلي.
- التصوير بالأشعة: للكشف عن الأضرار الهيكلية في المفاصل.
- الفحص السريري: لتقييم مدى التورم والتيبس.
طرق علاج التهاب المفاصل الروماتويدي
رغم أن الشفاء تمامًا من المرض صعب، إلا أن هناك خيارات علاجية فعّالة لتدبير الأعراض وتحسين جودة الحياة:
1. العلاج الدوائي:
- الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs): تُبطئ تقدم المرض.
- المضادات الحيوية البيولوجية: تُستخدم في الحالات المتقدمة لتقليل الالتهاب.
- المسكنات: لتخفيف الألم.
2. العلاج الطبيعي:
- يُساعد في تحسين حركة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة.
- تمارين التمدد تُقلل من التيبس.
3. الجراحة:
- تُجرى في الحالات التي تتطلب استبدال المفاصل المتضررة.
4. التغييرات في نمط الحياة:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة لتقليل الالتهاب.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تمارين مفيدة للمفاصل.
- التوقف عن التدخين وتجنب الملوثات البيئية.
طرق الوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي: الوقاية من الروماتويد
رغم صعوبة الوقاية بشكل كلي، إلا أن هناك خطوات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة:
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول أطعمة غنية بالأوميغا 3، مثل الأسماك الدهنية.
- تقليل التوتر النفسي الذي يؤثر سلبًا على المناعة.
الخاتمة
يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض التي تحتاج إلى عناية خاصة وتدخل مبكر للحد من تأثيراته على الحياة اليومية. من خلال فهم أسبابه وأعراضه، والالتزام بخطة علاجية متكاملة، يمكن تحسين نوعية حياة المرضى بشكل كبير. إذا كنت تعاني من أية أعراض مشابهة، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص للحصول على التشخيص المناسب.
ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟
يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي مرضاً التهابياً مُزمناً لا يقتصر تأثيره على المفاصل بل يطال أجهزة أخرى من الجسم كالجلد، العينين، الرئتين، القلب والأوعية الدموية.
التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية يظهر عند مُهاجمة جهاز المناعة خطأً أنسجة الجسم.
وعكس هشاشة العظام (osteoarthritis) الذي يتسبب في تآكل وتلف العظام، فإن التهاب المفاصل (joints) الروماتويدي يؤثر على بطانة (lining) المفاصل، مسبِّبًا التورم و الألم. ويمكن أن يؤدي إلى تآكلها وتشوُّهها في نهاية المطاف.
يُسبب الالتهاب المُصاحب لداء التهاب المفاصل الروماتويدي كذلك تلف أجزاء أخرى من الجسم. بالرغم من توفر أنواع جديدة من الأدوية التي تُساهم كثيرًا في تحسين خيارات العلاج، فإن التهاب المفاصل الروماتويدي الحاد لا يزال يُسبب إعاقات جسدية.
ما هي أعراض داء التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن؟
من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي:
- ألم، سُخونة و تورم المفصل.
- تيبُّس المفصل: عادةً، يتفاقم صباحا أو بعد فترة راحة.
- فُقدان الشهية، تعب وحُمَّى.
يُصيب التهاب المفاصل الروماتويدي، عادة، في مرحلته الأولى، المفاصل الصغيرة، خاصة المفاصل الرابطة بين أصابع اليدين و اليدين و بين أصابع القدمين والقدمين. تُصيب الأعراض، مع تفاقُم المرض، الرسغ، الركبة، الكاحل، المرفق، الفخذ والكتف؛ و تشملُ، في جُل الحالات، نفس المفاصل في كلا جانبي الجسم.
يُعاني أيضا ما يُناهز 40% من الُمصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي من ظهور أعراض في أماكن أخرى من الجسم غير المفاصل. من بين هذه الأماكن: الجلد، العينان، الرئتان، القلب، الكليتان، الغدد اللعابية، النسيج العصبي، النخاع العظمي، و الأوعية الدموية.
تختلف علامات وأعراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي من حيث الشدة؛ بل يُمكنُها الظُهور والاختفاء. تتناوب فترات ارتفاع نشاط المرض (التأجُّج flares) مع فترات شفاء نسبي لما ينخفظ أو يختفي الألم والتورُّم. يتسبَّب التهاب المفاصل الروماتويدي، مع مرور الوقت، في تغيُّر مكان المفاصل و تشوُّهها.
متى تُصبح زيارة الطبيب ضرورية؟
ظُهور الألم والتورم في المفاصل و استمرارهما يستدعيان إستشارةً طبيةً.
ماهي أسباب مرض التهاب المفاصل الروماتويدي؟
يُعد داء التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية (autoimmune disease). يعملُ جهاز المناعة، في الحالة الطبيعية، على حماية الجسم من العدوى والأمراض. أما في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، فإن جهاز المناعة يُهاجم الأنسجة السليمة في مفاصل المًصاب. يُمكن للإصابة بهذا المرض أن تُسبب أيضاً مشاكل صحيةً في القلب، الرئتين، الأعصاب، العينين والجلد.
لا يعرف الأطباء ما الذي يجعلُ هذه العملية تبدأُ، على الرغم من احتمال وُجود مُكون وراثي. في حين أن الجينات لا تتسبب، في الواقع، في التهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أنها يُمكن أن تجعل الإنسان أكثر تفاعلا مع عوامل بيئية (عدوى ببعض الفيروسات والبكتيريا) التي قد تُسبب الداء.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؟
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي تشمل:
- الجنس: النساء أكثر إصابة من الرجال بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- السن: الإصابة بداء التهاب المفاصل الروماتويدي لا يرتبط بالسن، لكنه ينتشر ابتداء من مُنتصف العُمر.
- الماضي المرضي العائلي: إصابة أحد أفراد العائلة بالتهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من خطر الإصابة به.
- التدخين: تعاطي التدخين، مع وُجود الإستعداد الوراثي خاصةً، يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ و له على ما يبدو علاقة بزيادة شدة الداء.
- الزيادة في الوزن: الوزن الزائد، على ما يبدو، يزيد من خطر التعرض للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
ما هي مُضاعفات مرض التهاب المفاصل الروماتويدي؟
التهاب المفاصل الروماتويدي يُهدد المُصاب به لخطر التعرض لما يلي:
- هشاشة العظام (Osteoporosis): التهاب المفاصل الروماتويدي في حد ذاته، إضافة إلى بعض الأدوية المُستخدمة لعلاجه، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بداء هشاشة العظام الذي يُضعف العظام ويجعلها أكثر عُرضة للكسر.
- العقد الروماتويدية (Rheumatoid nodules): هي نُتوءات صلبة من الأنسجة غالبًا ما تظهر حول أماكن الارتكاز كالمِرفَقين؛ إلا أنها يمكن أن تتشكل في أي مكان آخر من الجسم كالقلب والرئتين.
- جفاف العينين والفم: المرضى بالتهاب المفاصل الروماتويدي مُعرضون بنسبة أكبر لمُتلازمة شوغرن (Sjogren's syndrome)، وهي خلل يُقلل من نسبة الرطوبة (moisture) في العينين والفم.
- العدوى (Infections): التهاب المفاصل الروماتويدي في حد ذاته، إضافة إلى الأدوية المُتعددة المُستخدمة لعلاجه، يمكن أن يتسبب في ضُعف جهاز المناعة؛ مما ينتُجُ عنه سُهولة التعرض للعدوى. لهذا تجبُ الحمِاية بالتلقيح (التطعيم) وقاية من الأمراض كالأنفلونزا، التهاب الرئة، الهربس النطاقي (shingles)…
- بنية جسمانية غير عادية: نسبة الدهون بالنسبة للكُتلة العضلية تكون غالبًا أعلى عند مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي وحتى عند الأشخاص ذوي المُؤشر الطبيعي لكُتلة الجسم (BMI).
- مُتلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome): إصابة الرسغين (wrists) بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يضغط على العصب المسؤول عن جُل وظائف الأصابع واليد.
- مشاكل القلب: التهاب المفاصل الروماتويدي يرفع من خُطورة الإصابة بتصلب الشرايين وانسدادها، وكذا التهاب الكيس الذي يُحيط بالقلب.
- أمراض الرئة: المُصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي مُعرضون بشكل أكبر للالتهاب والندوب في الرئتين، مما يُهددهم بظُهور ضيق النفَس التدريجي,
- سرطان الغُدد اللمفاوية (Lymphoma): التهاب المفاصل الروماتويدي يرفع من خطر الإصابة بسرطان الغُدد اللمفاوية، وهو مجموعة سرطانات الدم تتطور في الجهاز اللمفاوي.
كيف يتم تشخيص داء التهاب المفاصل الروماتويدي؟
تشخيص مرض التهاب المفاصل الروماتويدي صعب في مرحلته المُبكِّرة؛ لأن أعراضه و علاماته الأولى تتشابه معالكثير من تلك التي تُصاحب عدة أمراض أخرى. لا يوجد كشف بدني أو اختبار دم يُؤكدان التشخيص.
الكشف البدني، عبارة عن فحص الطبيب للمفاصل بحثا عن إحمرار، تورُّم اوسُخونة. كما يُمكن أن يفحص أيضًا قُوة عضلات المُصاب و ردود أفعاله.
تحليل الدم:
غالبًا ما ترتفع نسبة ترسب كريات الدم الحمراء (ESR: sed rate) أو نسبة البروتين التفاعلي سي ( C-reactive protein: CRP) عند مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي؛ مما يعني وجود التهاب في الجسم. توجد اختبارات دم أخرى شائعة تبحث عن العامل الروماتويدي والأجسام المضادة للببتيد المضاد للدورة الدموية (anti-cyclic citrullinated peptide (anti-CCP) antibodies).
الفحوص التصويرية (Imaging tests):
يقترحُ الطبيب المُعالج الخُضوع للأشعة السينية للإطلاع على تطور التهاب المفاصل الروماتويدي مع مرور الزمن في مفاصل المُصاب. كما يستعين الأخصائي بالتصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية لمعرفة مدى خُطورة الداء في جسم المريض.
كيع يُعالج داء التهاب المفاصل الروماتويدي؟
لا يُعرف علاج لداء التهاب المفاصل الروماتويدي. إلا أن دراسات سريرية تُشير إلى أن الشفاء من الأعراض يَسير بشكل أفضل مع الشروع مُبكِّرًا في أخذ الأدوية المُسماة "الأدوية المُعدلة للمرض والمُضادة للروماتيزم" (DMARDs).
الأدوية:
الأدوية تعتمد على مُدة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي و شدة أعراضه.
- مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية تُخفف الإلتهاب و تُسكّن الألم. إلا أن آثارها الجانبية تشملُ تهيج المعدة (stomach irritation)، مشاكل في القلب وتضرر الكلى.
- الستيرويدات: الكورتيكوستيرويدات، تعملُ على تسكين الألم، تخفيف الالتهاب وإبطاء تلف المفاصل؛ الآثار الجانبية تتمثلُ في ترقق العظام، زيادة الوزن ومرض السكري. الكورتيكوستيرويدات عادةً ما توصف لتسريع تخفيف الأعراض؛ بحيث يكون التدرج في خفض جُرعات العلاج هو الهدف.
- الأدوية المضادة للروماتويد والمُعدِّلة لسير المرض التقليدية (Conventional DMARDs): هذا الصنف من الأدوية يُمكن من كبح تطور داء التهاب المفاصل الروماتويدي و حفظ المفاصل و كذا الأنسجة الأخرى من الضرر الدائم. أما آثار الجانبية فهي مُختلفة و تشمل عدوى شديدة في الرئة و تلف الكبد.
- العوامل البيولوجية: هذا النوع الجديد من الأدوية المُضادة للروماتويد المُعدِلة لسير المرض تُسمى كذلك مُعدلات الاستجابة البيولوجية. فعالية الأدوية المضادة للروماتويد المُعدِّلة لسير المرض البيولوجية غالبا ما تكون عالية عندما تُصاحبُ بالأدوية المُضادة للروماتويد المُعدِّلة لسير المرض التقليدية. هذا النوع من العقاقير يرفع أيضًا من خطر الإصابة بالعدوى.
- الأدوية الاصطناعية الاستهدافية المُضادة للروماتويد المُعدِّلة لسير المرض (Targeted synthetic DMARDs): يمكن استخدامها عند عدم فعالية الأدوية المضادة للروماتويد المُعدِّلة لسير المرض التقليدية و البيولوجية. إلا أن الجُرعات المُرتفعة من بعض هذه الادوية يُمكن أن تسبب ارتفاع خُطورة ظُهور جلطات الدم في الرئتين، إصابات القلب الحادة والسرطان.
العلاج:
علاج داء التهاب المفاصل الروماتويدي يستلزم أحيانا الاستعانة بأخصائي العلاج الطبيعي أو اخصائي مهني ليُساعد المُصاب على تعلم تمارين تُمكنه من الحفاظ على مُرونة مفاصله. الاختصاصي يقترح كذلك طُرقا حديثة للقيام بمهامه اليومية بهدف تخفيف الضغط عن مفاصله؛ مثلا، كأن ينصحه بالتقاط الأشياء بواسطة ساعديه.
الإستعانة بأجهزة مُساعدة (Assistive devices) تُجنب مفاصل المُصاب المُتضررة الضغط؛ فمثلا، في المطبخ، سكين مُزودة بمقبض يدوي تحمي إصبعه ومفاصل رُسغه. بعض الأدوات، كخطافات الأزرار مثلا، تُسهِّل عليه ارتداء ملابسه. ويُنصح المُصاب بالبحث في الكتالوجات ومتاجر المُستلزمات الطبية عن أفكار تُلائمه.